المقالات

خاطره، امام البناء

خاطره، امام البناء

حسن البنا

قد تمر بنا ساعات کثیره من ساعات الحرج الشدید تحرج أحدا وتحرج رضوى .. وتحیل صمت الأبدیه إلى عصف الریاح الهوج ولکن الجبل الراسی سیظل جبلا راسیا لم یتطایر منه إلا الغبار ولم تنحت العاصفه منه إلا بعض الضخور المتفتته التی لم تعد منه ولم یعد بها ..

ستسکن العاصفه وسندور فی هذا الفلک الذی سخرنا فیه …وهل تظن أننا وقد من الله علینا بهذا العقل وحبانا نور التفکیر .. نضطرب فی محیط الکون .. وهل عدا الأمر أن یکون تصرفنا محدودا فی النهایه بعد الله ..

لقد عاهدنا الله أن نکون لهذه الدعوه .. وسنظل لها .. ولقد خالجتنا خلجات من الناس فعاقبنا الله علیها .. ولا سبیل لنا إلا أن نقبل على أنفسنا بالتوکل وعلى الناس بالدعوه ..ولله بعد ذلک عاقبه الأمور ..

لماذا نیأس من الإصلاح ؟ .. هب أننا سوف لا نصل إلى شیء من النتائج … ولنعمل على هذا الأساس کما عملنا من قبل ؟ .. فماذا یضیرنا؟ ..

ألم نؤد الواجب ؟.. ألم نتحرّ الحق؟ .. ألم نؤد الرساله؟ .. ذلک حسبنا ولله عاقبه الأمور…

مالی استطرد هذا الاستطراد؟! …. ومالی لا استطرد ؟!…

الذهن الیقظ الخصیب .. والروح المتوثب لتحقیق الغایه ..

فإذا لم یدفعنی کل ذلک إلى تحقیق الإفاضه .. إذا لم یثر هذا فی النفس مکامن الشجن .. إذا لم یهتز لها القلب؟..وإذا لم تدمع معه العین تأثرا مزیجا من الفرح والإشفاق معا ؟ .. فمتى ؟ ومع من إذاً ؟

ولکن الوقت لا یتسع ..وأنتم مطالبون…

وبعد هذه الأقوال فلنکفف إذاً ..

لقد تبین أننا ضعاف فی الاختبار ؟ .. ألم ترى کیف محصنا البلاء ؟.. وکأن الله تبارک وتعالى تقبل منا الدعوه وطالبنا بالدلیل .. وقبول الدعوه فی ذاته نجاح ورضا .. ولکننا لم نبرهن على قوه الاحتمال فما أحوجنا إلى قوه الاحتمال

وما أحوجنا معها إلى قوه الإیمان …

حسن البنا

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

پاسخ دادن معادله امنیتی الزامی است . *

دکمه بازگشت به بالا