أرشیف الفتاوى الرمضانیه
أرشیف الفتاوى الرمضانیه
* هل یجب النطق بالنیه؟
** النیه عمل من أعمال القلوب ولا یشترط فیها النطق باللسان، ویکفی أن یعزم الإنسان على الصوم فی سریرته وإن کان یندب له التلفظ بها لیساعد القلب اللسان.
* هل یصح الصیام إذا نویت ثم أکلت وشربت قبل الفجر؟
** ما دمت قد نویت الصیام ثم أکلت وشربت قبل الفجر فصیامک صحیح؛ لأنک لم تنقض النیه بعزمک على الإفطار فی نهار ذلک الیوم.
* تعودت الصیام بغیر سحور فما حکم الدین فی ذلک؟
** اتفق الفقهاء على استحباب السحور وأنه لا إثمَ على مَن ترکه، لما رواه البخاری عن أنس رضی الله عنه: قال: رسول الله- صلى الله علیه وسلم-: "تسحروا فإن فی السحور برکه"؛ وذلک لأنه یقوی الجسم وینشطه ویهون علیه الصیام.
* ما حکم مَن نوى الإفطار فی لیل رمضان لیسافر ثم عدل عن السفر وصام؟ هل یصح صیامه؟
** بما أن هذا الشخص قد نوى السفر من اللیل ولم ینو الصیام ثم عدل فی الصباح عن السفر وأتم صومه بالفعل، فعلیه أن یقضی هذا الیوم لانعدام النیه من اللیل إلى الصباح، کما ذهب الأئمه الثلاثه الشافعی ومالک وأحمد بن حنبل أن مَن لم یجمع النیه على الصیام قبل الفجر فلا صیامَ له.
* شخص مریض یعالج بالحقنه کل ست ساعات فهل یُباح له الفطر أم لا؟
** یُباح الفطر للمریض الذی یرجى برؤه ویجب علیه القضاء بعد تمام الشفاء لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ کَانَ مَرِیضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّهٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقره: من الآیه ۱۸۵)، والمرض المبیح للفطر هو الذی یحصل به المریض الضرر أو یتأخر الشفاء مع الصوم، وإذا صام مع حصول المشقه صحَّ صومه، والأفضل ألا یعرض عن الرخصه.
* صائم قاء أثناء صومه، فهل یفسد صومه أم لا؟
** روى الخمسه عن أبی هریره- رضی الله عنه- عن النبی- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: "مَن ذرعه القیء فلا إثمَ علیه ومَن استقاء فعلیه القضاء".
ومعنى ذرعه شبعه فی الخروج بدون قصد، ومعنى قوله استقاء أی فعل القیء باختیاره.
* إذا تطهرت المرأه بعد الفجر مباشرهً فهل تمسک وتصوم هذا الیوم؟
** إذا انقطع الدم قبل الفجر ثم تطهرت بعد الفجر بالاغتسال، تستطیع أن تصوم الیوم وصیامها صحیح، أما إذا نزل الدم علیها بعد الفجر فهذا الیوم لا یجوز لها أن تصومه لأنها لم تطهر قبل الفجر بمعنى لم ینقطع الدم منها.
* وضعتُ مولودی قبل رمضان وانقطع الدم فی التاسع من رمضان فهل یجب علیَّ الصیام قبل الأربعین؟
** أکثر مده للنفاس أربعون یومًا ولا حدَّ لأقله، فیمکن أن یستمر الدم یومًا أو أقل بعد الولاده، فبمجرد انقطاع الدم على المرأه صیام ما تبقَّى من رمضان ولا تنتظر الأربعین.
* رجلٌ جامع امرأته فی نهار رمضان ولم یُکفِّر حتى دخل رمضان التالی، فما الحکم؟
** مَن جامع فی نهار رمضان عامدًا فقد بطل صومه وعلیه القضاء والکفاره وهی عتق رقبته فإن عجز فصیام شهرین متتابعین فإن عجز فإطعام ستین مسکینًا، فإن فرَّط حتى رمضان التالی وجب علیه القضاء، وبعض الفقهاء یُوجب علیه فدیه بسبب التأخیر.
* هل السفر على متن طائره فی نهار رمضان ولم یشق الصوم یبیح الفطر أم لا؟
** یُباح شرعًا الفطر للمسافر یستوی فی ذلک المسافر راجلاً أو على دابه أو على قاطره، أو على باخره أو على متن طائره أو نحو ذلک حدثت له المشقه أم لا إذا کان سفرًا شرعیًّا لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ کَانَ مَرِیضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّهٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقره: من الآیه ۱۸۵).
* ما حکم الإسلام فی فتح المطاعم والمقاهی نهارًا للمفطرین؟
** شهر رمضان یجب توقیره واحترامه ومن أجل ذلک ینبغی على أصحاب المطاعم والمقاهی أن یُعطوا هذا الشهر الکریم حقَّه فینغلق المطعم حتى وقتِ صلاه العصر لتبقى فتره لإعداد الطعام لمَن یفطر فیها بعد غروب الشمس وعلى أصحاب المقاهی عدم الفتح فی نهار رمضان.
* هل یکفر صیام رمضان ما قبله؟
** روى مسلم عن أبی هریره- رضی الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم-: "الصلوات الخمس والجمعه إلى الجمعه ورمضان إلى رمضان مکفرات لما بینهن إذا اجتنبت الکبائر"، وروى ابن جعاله عن أبی سعید الخدری- رضی الله عنه- أنه قال: قال رسول الله- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم-: "مَن صام رمضان فعرف حدوده وتحفَّظ مما ینبغی له أن یُتحفَّظ منه کفَّر ما قبله".
*ما حکم مَن یصوم ولا یصلی.. هل یقبل صومه؟
** الله سبحانه وتعالى یُحاسب عباده کلٌّ على حده، بمعنى أنَّ مَن صامَ ولم یصل صحَّ صومه لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّهٍ خَیْرًا یَرَه (۷) وَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّهٍ شَرًّا یَرَه (۸)﴾ (الزلزله)، لکن لا ثوابَ علیه لعدم صلاته المرتبطه بغیرها من العبادات من حیث الثواب.
* صائم فی رمضان شعر بصداع شدید فاحتجم فهل صومه صحیح أم فاسد؟
** ذهب جمهور العلماء إلى جوازِ الحجامه فی نهار رمضان لما رواه البخاری فی صحیحه عن ابن عباس رضی الله عنهما أن النبی صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم: "احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم".
* والدی تُوفی وکان علیه صیام أیام رمضان ولم یصمها فهل أصومها بدلاً عنه؟
** روى الإمامان البخاری ومسلم فی صحیحیهما عن عائشه- رضی الله عنها- أن النبی- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم- قال: "من مات وعلیه صیام صام عنه ولیه" ففی الحدیث دلیل على أنه یُجزئ المیت صیام ولیه عنه إذا مات وعلیه صوم واجب.
* ما الذی یستحب للصائم فعله؟
** یستحب للصائم أن یتلو ما تیسر له من القرآن الکریم لیلاً ونهارًا وأن یکثر من ذکر الله والصلاه والسلام على رسول الله، وأن یجتهد فی فعل الخیر وعمل البر وبذل الصدقات.
* ما حکم شم الصائم للروائح المنبعثه من العطر والزهور والصابون والرائحه؟
** شم الصائم لهذه الروائح ولکل ذی رائحه طیبه لا یُفطره، ولا یُفسد صومه لعدم ورودِ النهی عن ذلک من الشارع الحکیم، ویرى بعض الفقهاء کراهه ذلک.
* ما حکم صیام مَن یُؤخذ منه دم لمریض احتاج إلى نقل دم؟
** الحق أنه یلحق بالحجامه، والصحیح أنَّ رسولَ الله- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم- احتجم وهو صائم واحتجم وهو محرم، وفی لفظ احتجم وهو محرم صائم، وعلى هذا فلا یبطل الصوم.
* إذا حاضت امرأه فی رمضان فصامت ولم تفطر فما حکم صومها؟
** إذا حاضت المرأه سقطت عنها الصلاه والصوم ویُحرم علیها الصوم، فإذا صامت فصومها باطل.
* قال رسول الله- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم-: "مَن قام لیله القدر إیمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، فهل یغفر الله تعالى لمَن قام هذه اللیله الذنوب کلها مهما کانت"؟.
** إذا قبل الله تبارک وتعالى عبده غفر له ذنوبه کلها ولا حرجَ على فضلِ الله، ولکن کان هذا لا یعفیه من ردِّ المظالم المادیه إلى أربابها ما دام ذلک فی استطاعته وقضاء ما علیه من فوائت.
* هل تجوز صلاه التراویح بالمنزل؟ وهل یجوز زیادتها عن عشرین رکعه؟ وهل تغنی عن قیام اللیل؟
** صلاه التراویح سنه وتُسمَّى أیضًا صلاه القیام؛ لأنها قیام اللیل، وقیام اللیل یُطلق على کلِّ عبادهٍ من بعد صلاه العشاء حتى الفجر ویجوز صلاتها بالمنزل أو بالمسجد فرادى أو جماعه، وتجوز الزیاده على العشرین لأنها نافله تؤدى على قدر طاقه الإنسان.
* هل استعمال اللبوس والمراهم من ناحیه الشرج من أجل البواسیر وکذلک الحقنه الشرجیه یبطل الصوم؟
** ذهب الإمام ابن حزم وشیخ الإسلام ابن تیمیه أنه لا ینقض الصوم الکحل والحقنه والتقطیر ووصول الدواء إلى الجوف عن طریق الجراحه، وهذا مذهب الشافعیه وعطاء والحسن وأبی حنفیه، ورُوی عن ابن عمر وأنس وابن أبی أوفى من الصحابه، ومن العلماء مَن یرى کراهتها ومنهم مَن یرى الاحتراس؛ ولذلک فالأفضل ألا تُستعمل إلا عند الضروره فلو استطاع أن یصبر حتى یأخذ هذه الأشیاء بعد الإفطار فهو أسلم وأولى.
* الحائض والنفساء هل تأکلان وتشربان فی نهار رمضان أو تمسکان؟
** لا مانعَ من أن تأکل وتشرب الحائض والنفساء فی نهار رمضان إلا أنهما لا تجاهران بذلک خاصهً أمام الأجانب وکذلک الأطفال حتى لا یقلدونهما.
* تنزل الدوره الشهریه ثلاثه أیام ثم تنقطع یومین ثم تنزل مرهً أخرى.. فما حکم الصلاه والصیام فی الانقطاع؟
** تعد فتره الانقطاع تابعه للحیض طالما وقعت فی مدهِ الحیض وهنا تمتنع المرأه عن الصلاه والصیام فیها.
* هل یجوز الأکل من موائد الرحمن المشبوهه؛ حیث قد یکون هناک شبهه حول مصدر أرزاق أصحابها؟
** المسلم الصائم القانت لله یجب علیه أن یتحرى الحلال الخالص فی کل شیء ففی الأثر "کل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" وإن لم یدقق فی کل شیء وأکل على موائد مشبوهه فقد ضیَّع کل شیء وصیامه حجه علیه وخیر له ألف مره أن یفطر على تمراتٍ أو شربه ماء من أن یملأ بطنه من هذا المال الذی لا یعرف مصدره.
* أثناء السحور أذن الفجر ودخل بعض الطعام فی جوفی، فما الحکم الشرعی جزاکم الله خیرًا؟
** إذا سبق الطعام إلى جوف الإنسان فلا حرج علیه إذا لم یتعمد أکله وعلیه الإمساک والقضاء.
* هل یجوز تمویل موائد الرحمن من أموال الزکاه؟
** أموال الزکاه محدده المصارف کما قرر القرآن والسنه، وهی فریضه مقدره وعباده مالیه هی تملک للفقیر فإنفاقها على موائد الرحمن فیه عدم تملیکها للفقیر أولاً ووضعها فی غیر المنظم ثانیًا فلا یجوز تمویل موائد الرحمن منها.
* ما حکم قبله الرجل لزوجته أثناء نهار رمضان؟
** القبله فی نهار رمضان من مباحاتِ الصیام، فقد ثبت عن النبی- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم-: أنه کان یُقبِّل وهو صائم، ویرى الإمام أبو حنیفه والشافعی أنها تکره على مَن حرکت شهوته ولا تکره لغیره، لکن الأولى ترکها حتى لا یعرض الصائم صومه للفساد.
* ما المراد بقول رسول الله صلى الله علیه وسلم: "مَن لم یدع قول الزور والعمل به فلیس لله حاجه فی أن یدع طعامه وشرابه".
** روى الإمام البخاری فی صحیحه عن أبی هریره- رضی الله عنه قال-: قال رسول الله صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم: "من لم یدع قول الزور والعمل به والجهل (السفه) فلیس لله حاجه فی أن یدع طعامه وشرابه"، والمراد أنَّ صیامه غیر مقبول عند الله ولا ثوابَ له فی صیامه.
* أعطانی والدی نقود زکاه الفطر لکی أوزعها على مَن یستحقها فآخذتها لنفسی ثم ندمتُ فماذا أفعل؟
** قد أدرکت سوءَ ما فعلت فندمت فاعلم أنَّ الزکاهَ للفقراء فی المال لا یسقط عن الغنی إلا بالأداءِ ووالدک قد ائتمنک على إیصالِ هذا الحقِّ لأصحابه فعلیک لکی تُبرئ ذمتک أن تفعل أحد أمرین، إما تخبر والدک لیؤدی الزکاه بنفسه وإما أن تؤدیها أنت بنفسک من مالٍ حلالٍ تکسبه ولا ثالث لهذین الأمرین.
* هل استعمال البخاخه لمریض الربو یبطل صومه؟
** لا یبطله لأنه لا یستطیع التنفس إلا من خلال استعمالها فهناک العسر فی منعه طوال الیوم؛ لأن استعمالها یدخل فی الضروره.
* هل کشف أمراض النساء فی نهار رمضان یبطل الصوم بالنسبه للطبیب والمریضه؟ وهل ینقض الوضوء بالنسبه لهما؟
** یفضل أن یتم الکشف على ید طبیبه إلا فی حالات الضروره التی لا تتوافر فیها طبیبه، کما یفضل توقیع الکشف على مریضهٍ صائمه لیلاً بعد الإفطار إلا فی حاله الضروره القصوى، وکشف الطبیب نهارًا لا یبطل الصوم ولکن ینقض وضوء الطبیب والمریضه، وهذا هو الراجح من أقوال الفقهاء.
* إذا صام شخص رمضان الماضی ولم یخرج زکاه الفطر؛ لأنه لم یجد مَن یستحقها حتى صباح یوم العید واعتقد أنه لا یجوز إخراجها بعد هذا الوقت فما الحکم؟
** یجب علیه باتفاق فقهاء المذاهب الأربعه إخراج زکاه الفطر الواجبه علیه لأنها صارت دینًا فی ذمته، والظاهر من السؤال أن تأخیره فی دفعها لمستحقیها کان بقدر، فنرجو الله ألا یأثم فی ذلک.
* ما آخر وقت لإخراج زکاه الفطر؟
** یجوز إخراجها قبل العید بیوم أو بیومین، ویُباح عند الشافعیه إخراجها فی أی یومٍ من أیام رمضان من أوله إلى آخره، وآخر وقتها هو خروج الناس لصلاه العید.
* هل مفروض إخراج زکاه الفطر عن ابن البالغ؟
** إذا کان الابن قادرًا على العمل وجب علیه إخراج زکاه الفطر عن نفسه من ماله.
* هل یجوز إخراج زکاه الفطر نقودًا؟
** أجاز أبو حنیفه والحسن البصری وسفیان الثوری والبخاری وعمر بن عبد العزیز وعطاء وبعض علماء المالکیه أجازوا جمیعًا إخراج زکاه الفطر نقودًا تحقیقًا لمصلحه الفقیر، وهی المنصوص علیها فی الحدیث: "أغنوهم عن السؤال فی هذا الیوم"، وربما کانت النقود أفضل من کثره الطعام عنده لحاجته إلى شراء ما یلزمه من لحوم وملابس وسائر الحاجات له ولأهله.
* هل یجوز للمرأه الاعتکاف بالمنزل؟
** لا یجوز لأن الاعتکاف هو الإقامه فی بیتٍ من بیوتِ الله والطاعه والعباده ویتحقق بالنیه والمکث فی المسجد، ولکنها تُثاب على کل ما تأتیه من عبادات وطاعات بالمنزل.
* هل یجوز استعمال الصائم للطیب؟
** استعمال الطیب یعتبر خلاف الأولى ولیس بحرام، ولا یبطل الصیام فاستعماله یتنافى مع وضعِ الصائم فی الصیام بدلیل قول النبی- صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم-: "ولخلوف فم الصائم أطیب عند الله من رائحه المسک"، والخلوف هو الرائحه الکریهه التی تأتی من عدم تناول الطعام والشراب.
* هل وضع المکیاج وخاصه أحمر شفاه یبطل الصیام؟
** المکیاج أنواع أولاً عمومًا بالنسبه للزوج أو فی الخارج، ففی الخارج ممنوع قطعًا؛ لأنه لفت للنظر والقرآن نبَّه على ذلک فی قوله تعالى: ﴿وَلا یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ مَا یُخْفِینَ مِنْ زِینَتِهِنَّ﴾ (النور: من الآیه ۳۱).
أما إذا کان للزوج فلا مانع وینقسم قسمین: مکیاج لون فقط أو لون وجرم، اللون الذی لا حرجَ منه مباح، أما الذی له جرم فإنه یمنع وصول ماء الوضوء والغسل إلى البشره فلا تصح معه الصلاه، أما الصیام فلا علاقهَ له بمسأله الحرمه والحل التی تتعلق بارتکابِ ذنب خروجها أمام الرجال.
* إذا بلغ الصبی فی أثناء رمضان أو أسلم کافر فهل یجب علیهما صوم ما مضى من رمضان أو یکتفیان بصومِ ما بقی منه؟
** اختلف العلماء فی الصبی یبلغ والکافر یُسلم فی بعض رمضان، فقال أبو حنیفه وأصحابه ومالک بن أنس فی الموطأ والشافعی واللیث أنهما یصومان ما بقی من رمضان ولیس علیهما قضاء ما مضى منه ولا الیوم الذی حصل فیه البلوغ أو الإسلام، وقال الأوزاعی فی الغلام یبلغ فی النصفِ من رمضان أنه یقضی ما مضى لأنه کان یطیق الصوم، والقول الأول هو الصحیح لأن شرط التکلیف بالصومِ البلوغ والعقل والإسلام والصبی والکافر لم یکونا مکلفین بالصوم قبل البلوغ والإسلام، فلا معنى لإلزامهما به على أنَّ الکافر إذا أسلم فهو معفی من التکالیف الماضیه، فالإسلام یجب ما قبله قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ یَنتَهُوا یُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ (الأنفال: من الآیه ۳۸).
* ما الأیام التی نهى الإسلام عن الصوم فیها؟
** روى البخاری ومسلم فی صحیحهما عن أبو سعید الخدری- رضی الله عنه- أنَّ رسول الله- صلى علیه وسلم- نهى عن صوم یوم الفطرِ ویوم النحر، فصوم یوم عید الفطر وعید الأضحى حرام، وکذا یُحرَّم صوم أیام التشریق، وهی ثلاثه أیام بعد یوم النحر لما رواه الإمام مسلم عن نبیشه الهذلی- رضی الله عنه- قال: قال صلى الله علیه وسلم: "أیام التشریق أیام أکل وشرب وذکر الله عز وجل"، وأخرج أبو داوود من حدیث عمر "أنه صلى الله وسلم کان یأمرهم بإفطارها وینهاهم عن صیامها".
* إذا اکتحل الصائم لمرضٍ فی عینه فهل یفسد صومه؟
** اختلف العلماء فی الکحل للصائم فکرهه بعضهم، وهو قول الإمام أحمد وإسحاق، ورخص بعضهم فی الکحل للصائم، واستدلوا بما رُوی عن السیده عائشه- رضی الله عنها- أنَّ النبی- صلى الله علیه وسلم- اکتحل فی رمضان وهو صائمٌ، فیباح للصائم الاکتحال، وإن کان یجد طعمه فی حلقه لأن العین لیست بمنفذٍ إلى الجوفِ وإنما یصل من المسام؛ فإنَّ الإنسانَ إذا دلَّک قدمیه بالحناء أو الحنظل أو نحوهما فیجد طعمه فی فمه لا یفطر لعدم دخوله إلى المعده من المنفذ المعتاد وهو الفم أو الأنف.
* هل الحقنه الشرجیه تُفطر الصائم؟
** الحقنه الشرجیه هی إدخال أی ماده سائله من الدبر إلى الأمعاء الغلیظه إما بقصد طرد الفضلات وإما بقصد إمداد الجسم بالغذاء أو الدواء وعلى جمیع الحالات فهی مفطرهٌ للصائمِ باتفاقِ الفقهاء لأنها تدخل من منفذٍ طبیعی وتصل إلى الجوفِ لحدیث "الفطر مما دخل"، والمراد الدخول من المنافذ المعروفه عرفا.
وإذا احتاج الإنسان إلیها نهارًا کان له أن یتناولها ویکون حینئذٍ من أصحاب الأعذار الذین یحق لهم الفطر فی نهار رمضان؛ لأنه یکون مریضًا وعلیه القضاء.
* ما حکم الدین فی النقط التی تُوضع فی الأنف والأذن بالنسبه للصائم؟
** کل ما یصل إلى الحلق من ماءٍ أو دواءٍ یفطر الصائم، ومما لا شک فیها أن النقط التی تقطر فی الأنف تصل إلى الحلق، وکذا الأذن، فاستعمال شیء من ذلک فی نهارِ رمضان لا یجوز شرعًا فإن فعلَ وشعرَ بأثرِ ذلک فی حلقه وهو صائم فقد فَسَدَ صومه ویُمسک بقیهَ یومه ویُطالَب بقضائه.
* بعض الصائمین لا یفطر حتى یرى النجوم وبعضهم الآخر یکتفى بوجبهِ الإفطار فهل هما على صواب أم خطأ؟
** مَن یؤجل الإفطار حتى یرى النجوم مخطئ ومُخالف لما أرشد إلیه الإسلام، وکذا مَن یترک تناول طعام السحور، ویکتفی بوجبه الإفطار من غیر ضروره صحیه فقد وردت أحادیث ترغب الصائمین فی تعجیلِ الإفطار بعد التأکد من غروب الشمس، وفی الحرصِ على وجبهِ السحور لما فیها من تقویهٍ للجسم وتخفیفٍ من آثارِ الجوع، ومن هذه الأحادیث ما رواه الشیخان البخاری ومسلم عن سهل بن سعد- رضی الله عنه- أنَّ رسولَ الله صلى الله علیه وسلم قال: "لا یزال الناس بخیرٍ ما عجلوا الفطر" رواه أحمد "وأخروا السحور" ومنها ما رواه الترمذی عن أبی هریره- رضی الله عنه- عن النبی- صلى الله علیه وسلم- قال: "قال الله عز وجل "وأحب عبادی إلیَّ أعجلهم فطرًا"، وروى الشیخان أیضًا عن أنس- رضی الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "وتسحروا فإن فی السحور برکه".
* إذا استمر العذر المبیح للفطر فی رمضان الشهر کله فهل یقضیه کله، وهل تجب الفدیه مع القضاء، وهل یجب التتابع فی القضاء؟
** مَن کان علیه قضاء شهر رمضان کله فإنه یجب القضاء بالعدد، فإذا کان رمضان الذی أفطر فیه تسعه وعشرین یومًا یصوم تسعه وعشرین یومًا ویصوم ثلاثین یوما إذا کان رمضان الذی أفطر فیه ثلاثین یومًا، وتجب الفدیه مع القضاء إذا دخل علیه رمضان آخر ولم یقم بالقضاءِ إذا کان متمکنًا من القضاء قبل دخول رمضان الثانی وإلا فلا فدیهَ علیه، ومَن کان علیه صیام أیام من رمضانَ فلا یلزمه التتابع فی أدائها لما رُوی أنَّ النبی- صلى الله علیه وسلم- سُئل عن تقطیعِ صوم القضاء فقال: "ذلک إلیک، أرأیت لو کان على أحدکم دین فقضى الدرهم والدرهمین ألم یکن ذلک قضاء؟ فالله أحق أن یعفو ویغفر".
المصدر:اخوان انلاین