بیان من الإخوان المسلمین حول بدء مسرحیه محاکمه الرئیس الشرعی فیما یسمى قضیه وادی النطرون

بیان من الإخوان المسلمین حول بدء مسرحیه محاکمه الرئیس الشرعی فیما یسمى قضیه وادی النطرون

لدى الانقلابیین عقدهٌ لا حلَّ لها، هی عقدهُ انعدام الشرعیه، مهما أجروا من استفتاءات أو انتخابات؛ لأن الشعب صاحبَ الشرعیه یرفض أن تُنْتَزَعَ منه عنوهً بقوه السلاح، وإن غلف هذا الانتزاع بانتخابات مزیفه، کما أن لدیهم عقده أخرى تتمثل فی کراهیه ثوره ۲۵ ینایر ۲۰۱۱ والحقد علیها.

وتنفیسا للعقدتین قدموا الرئیس الشرعی للمسرحیه التی یسمونها محاکمه فی الذکرى الثالثه للثوره، لتکون محاکمه للثوره (الحدث والرمز) ومحاوله لسلب الشرعیه عن الرئیس، فجاءت الاتهامات هزلیه عبثیه، لذلک لفقوا له ثلاث قضایا أخرى لمحاصره الشرعیه من کل الجهات.

ولنا على هذه المسرحیه الهزلیه عده ملاحظات:

۱ – أنها غیر دستوریه ولا شرعیه، وأنها تسیء لمصر وتسیء للقضاء والقضاه، إذ تورطهم فی تصفیه حسابات سیاسیه تنحرف بهم عن الحکم بالعدل.

۲ – تثبت هذه المسرحیات مدى رعب الانقلاب من ظهور الرئیس، رغم أنه رجل أعزل وفی قبضتهم؛ لأنه على الحق ویمتلک الشرعیه ویؤیده الشعب، وکل ذلک مما یفتقده الانقلابیون الغاصبون، لذلک أعلنوا أن المحاکمه (المسرحیه) ستذاع على الهواء مباشره، ثم إذا بالخوف یمنعهم من إذاعتها، وینشرون لقطه منتقاه من جهاز سیادی، ورغم ذلک فقد ظهر الرئیس کالأسد الهصور مرفوعَ الرأس رابطَ الجأش صامدًا، یخاطب القاضی بمنتهى القوه، رغم الإجراءات غیر الإنسانیه التی اتبعوها معه، إذ أحضروه إلى قاعه المحکمه قبل موعدها بخمس عشره ساعه، حتى یبدو أمام الکامیرات ضعیفًا مرهقًا، إلا أنه ظهر قویًّا ثابتًا، کما أنهم أحاطوا قفص الاتهام بزجاج کاتم للصوت حتى لا یظهر صوته، فیمنح الثوار صمودًا إلى صمودهم وعزه إلى عزتهم.

۳ – أما عن أدله الإثبات فی هذه المسرحیه فهی لم تنل غیر السخریه من کل المتابعین، فقد زعموا بأن سبعین شخصا فلسطینیا دخلوا مصر من غزه عبر الأنفاق، واحتلوا الشریط الحدودی الذی زعموا أنه ۶۰ کیلو مترا، والحقیقه أنه لا یتعدى ۱۴ کیلو مترا، ثم زعموا أنهم دخلوا إلى سجون أبی زعبل والمرج ووادی النطرون بطریق مصر اسکندریه الصحراوی، وفتحوا السجون وأطلقوا المسجونین، واستولوا على المواشی والدواجن! ثم عادوا إلى غزه ومعهم ثلاثه ضباط مختطفین، دون أن یعترضهم أحد!

والسؤال: أین کان الجیش والمخابرات العامه والحربیه التی لم یفتها أن تسجل کل مکالمات نشطاء الثوره فی ذلک الوقت؟ إن معنى ذلک ببساطه أن الصهاینه یمکنهم أن یحتلوا مصر کلها ببضع دبابات.

کما ذکرت النیابه أسماء مائه وثلاثین متهما منهم نحو مائه أجنبی، فمن أین جاءت بأسمائهم؟، هل تم الاطلاع على جوازات سفرهم وأعطوهم تأشیرات دخول؟! فضلا عن أن بعض المذکورین أسیر فی سجون الصهاینه منذ عام ۱۹۹۶، وبعضهم استشهد قبل الثوره أصلا.

القضیه کلها عبث وتهریج، لا سیما وأنها أثیرت لدى اللجنه العلیا للإشراف على الانتخابات الرئاسیه، وانتهت إلى أنها دعوى باطله.

إن هذه المسرحیات الهزلیه التی یسمونها محاکمات لن تزید الشعب إلا إصرارا على إسقاط الانقلاب، الذی قلب کل القیم الدینیه والإنسانیه والقانونیه، وجعل مصر مثار سخریه دول العالم، ولن تزید الثوار إلا إصرارا على ضروره إعاده مصر إلى مکانتها التی تستحقها بین دول العالم.

والله أکبر ولله الحمد، وعاشت ثورتنا قویه مستمره.

الإخوان المسلمون فی الأربعاء ۲۸ ربیع أول ۱۴۳۵ هـ  الموافق ۲۹ ینایر ۲۰۱۴ م