« أسباب ضعف العمل الدعوی »
« أسباب ضعف العمل الدعوی »
إن مما یفرح إقبال فئات المجتمع، وخاصه الشباب على التمسک بکتاب الله، وسنه النبی علیه الصلاه والسلام، وهذه الأفواج تتلمس من المربین الرعایه والتوجیه، وبذل الأوقات والأعمال حتى تستقیم حق الاستقامه، وتثبت على هذا الطریق إلى أن تلقى الله، منضبطه بقواعد الشرع، ونهج من سلف، الحکمه سبیلها والکتاب والسنه دلیلها، والسلف الصالح قدوتها.
فهی أمانه فی الأعناق، لا توضع بأیدٍ لا تتقن فن التربیه والتوجیه فیُنشئوا جیلاً هزیلاً، صورته ضیاء وباطنه خواء، فلا قرآن یُحفظ، ولا دروس للعلم تُحضر، ولا کتب تُقرأ، ولا همٌّ للدعوه یُحمل، فأین تربیه الأجیال على سِیَر أؤلئک الرجال:{…رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ…[۲۳]}[سوره الأحزاب].
وبعد هذا نتساءل لماذا هذا الضعف؟ فلنقف على إشارات سریعه وصریحه حول أسباب ضعف العمل الدعوی، وضعف آثاره من قِبل الدعاه والمدعوِّین، أردت بها التذکیر لمن غفل عنها، أو جهلها، أو قصَّر فیها:
أولاً: من جهه الملقی:
۱- مجانبه الإخلاص فی هدایه المتلقی بوحی الله، أو عدم استحضاره بسبب الانشغال بالعمل وزحمته .
۲- صدور الکلام نیاحه من قلب غیر متأثر.
۳- نسیان الدعاء بالقبول، وصدق اللجوء إلى الله فی ذلک.
۴- عدم الإعداد المسبق الجاد المتمثل فی ضعف الماده العلمیه.
۵- عدم احترام العقول، وجهل أو تجاهل مستوى المتلقی- ومما أورث السآمه أن أکثر ما یسمعونه أقل أهمیه مما ینبغی أن یسمعوه ] .
۶- عدم التجدید والتنویع .
۷- الطول الممل والقِصر المخل .
۸- التکرار الممل، والرکام الهائل مما هو مکرر فی مکتباتنا من کتب وأشرطه، ومطویات سواء اتفقت العناوین، أو اختلفت .
۹- ضعف الإلقاء والأسلوب .
۱۰- الاستعلاء على السامعین .
۱۱- عدم اختیار الوقت والمکان المناسبین لطرح مالدیه .
۱۲- کثره استخدام الألفاظ الغریبه .
۱۳- عدم اختیار الموضوع المناسب .
۱۴- عدم التفاعل من المتکلم مع ما یقول، وانعدام العاطفه الجیاشه الآسره .
۱۵- الترکیز على بعض المتلقین دون غیرهم .
۱۶- إهمال المتلقی، فلا حوار، ولا سؤال، وهذا فی الدروس العلمیه واللقاءات الخاصه، وأما المحاضرات فلیس مناسباً .
۱۷- الخروج عن الدرس، وعدم الترکیز .
۱۸- عدم استخدام الشعر، فهو یهز الوجدان ویحرک المشاعر..[إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِکْمَهً]رواه البخاری .
۱۹- إهمال العنونه للمواضیع، وعدم اختیار العناوین المناسبه .
۲۰- ترک ضبط المستمعین .
۲۱- الکلام فی غیر التخصص بما لا یعلمه، أو یجیده، فإن کان ولابد فعند الضروره مع تعلمه، والرجوع إلى أهل التخصص .
۲۲- عدم الواقعیه، والبعد عن واقع المتلقین وتاره یکون الموضوع ولغه التخاطب أکبر من المستمعین أو أقل منهم .
۲۳- التصریح بما حقه التلمیح .
۲۴- التصدر قبل النضوج .
۲۵- عدم حصر الدرس فی نقاط محدده .
۲۶- خدش الهیئه والسمت والوقار بما لا یلیق [ضعف القدوه] .
۲۷- ضعف فراسه المتکلم فی فهم مداخل النفوس، وطریق التأثیر علیها .
۲۸- إغفال آراء الآخرین، وعدم استشارتهم فی الموضوع وعناصره .
۲۹- إغفال جانب القصص الصحیح والمؤثر .
۳۰- عدم التنویع فی الملقین .
۳۱- عدم الاهتمام بالجوانب الشکلیه والإخراج فیما یحتاج فیه إلى ذلک .
۳۲- تضییع العمر فی طلب الإجماع على مسائل لا تقبل بطبعها وحده الرؤیه .
۳۳- عدم استغلال الفرص المناسبه للتذکیر عند وقوع المصائب والحوادث والمناسبات .
۳۴ – أصبح الکتاب والشریط عند البعض باباً من أبواب الرزق والتجاره، فذهبت البرکه مع الإخلاص، وضعف انتشاره.
۳۵- کثره التقطع فی الدروس العلمیه، والتوسع فی شرحها، والمؤدی إلى طول الوقت، وملل الشیخ والطلاب، والتوقف وعدم الاستمرار .
۳۶- الارتباط بین الشیخ والطلاب لا یتجاوز الحلقه .
۳۷- عدم ربط الطلاب أثناء الدرس بأعمال القلوب، وتخولهم بالموعظه .
۳۸- قلَّّ الاهتمام والعنایه برکیزه الوعظ والتذکیر، وهی رکیزه تربویه مؤثره ومفیده یحتاجها الجمیع-الجاهل والعالم والمتعلم- وللأسف نجد من یزهد فی شریط ومحاضره وعظیه، حینها تعطلت الطاقات الإیمانیه، وأصبح علم أعمال القلوب والوعظ من العلم المفقود وعلم الفضله.
حلاوه المعاناه:
لا یفید الإنسان ولا یبرع فی فن من الفنون حتى یذوق المعاناه، یحترق بنار الجهد والدأب؛ لیکون عطاؤه نابعاً من قلبه ووجدانه .. عشرات الکلمات والخطب والدروس والمؤلفات والبرامج والمخیمات جثث هامده، لا روح فیها؛ لأنها قدمت بلا تعب و معاناه، فخسرت قیمتها وتأثیرها ووقعها.
إن الإکثار شیء والجوده شیء آخر، فعلى الباردین فی عواطفهم وإعدادهم أن یعیشوا معاناه ما یحملون، وهمَّ ما یریدون حتى یصلوا إلى ما یریدون، ولن یضیع الله أجر من أحسن عملاً، فبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، وابتناء المناقب باحتمال المتاعب والأجر على قدر المشقه .
ثانیاً: من جهه المتلقی:
۱- الکبر والغرور التعالی المتمثل فی:
أ – احتقار المتکلم .
ب- شعوره بأنه لا جدید یُذکر .
ج – اعتقاده بأن المخاطب بالدرس غیره .
د – عدم الشعور بحاجته إلى الموضوع .
۲- التحزب حائل .
۳- عدم الاهتمام بإصلاح النفس، والترقی بها، والرضا بالدون .
۴- عدم الحرص على الفائده، وعدم تقیید الفوائد .
۵- الیأس المخیم على نفسه، ومن حالته التی یعیشها، والاستسلام لها.
۶- السمعه السیئه للمتکلم عند السامع .
۷- الفهم الخاطئ .
۸- شرود الذهن، وتشعبه فی أودیه الدنیا .
۹- عدم التهیؤ للدرس .
۱۰- الآثام والذنوب .
۱۱- الانشغال بتتبع السقطات لغویه وغیرها .
۱۲- الاهتمام بالمتکلم وشهرته دون الفکره والموضوع .
۱۳- عدم استشعار فضل ما هو فیه .
۱۴- تدنی مستوى المتلقی فی الذوق والوجدان .
۱۵- تدنی مستوى المتلقی فی فهم العربیه .
۱۶- عدم احترام آراء المتلقی ووجهات نظره .
۱۷- المداخلات أثناء ما یطرح سواء کانت حسیه، أو معنویه کالطعام والشراب، والدخول والخروج، والأسئله وغیرها .
۱۸- فساد البیئه فی البیت والمدرسه والحی والأقارب، وعدم وجود الصاحب الصالح المعین.
ثالثاً: الأسباب العامه:
وتتعلق بالمراکز الدعویه، والمؤسسات الخیریه، والمحاضن التربویه، وغیرها على المستوى الجماعی والفردی:
۱- الإعلان المتأخر عما یراد طرحه، أو عدم انتشاره، أو إخراجه بطریقه بدائیه لا تجدید فیها .
۲- عدم تهیئه الجو المناسب من حیث البروده والتدفئه .
۳- ضیق المکان وعدم معرفته وعدم وضع رسم بیانی یوضحه .
۴- ضعف أجهزه الصوت وعدم تفقدها قبل الاستخدام .
۵- الإطاله فی التقدیم للملقی، أو ما یراد طرحه .
۶- عدم ذکر ضوابط لما یراد طرحه والشرح المبسط لکیفیه القیام به .
۷- الفوضویه بکل معانیها وصورها: من برامج، وأسالیب دعویه، ورحلات ودروس، وانتقاء لأفراد المحضن التربوی .
۸- ضعف التنظیم والإداره، وعدم الترکیز والدقه فی الأعمال .
۹- الازدواجیه والجماهیریه فی العمل من أسباب الفشل مما یؤدی إلى عدم التوفیق بینها، والإتقان فیها وتزاحمها وقله الإنتاج ولها صور:
منها:العمل فی أکثر من مرکز ومؤسسه دعویه، أو علمیه، أو مجموعه، أو لقاء سواءً مسؤولاً أو عضواً، فیکون مشتت الذهن، والأفکار مع وجود کثیر من الطاقات والعقلیات المغموره داخل الجامعات والمدارس وغیرها لم یُبحث عنها، ولم تُوجه للعمل، وإنما الترکیز على بعض الأفراد فی کثیر من الأعمال، وهذا فیه قتل للجمیع، بل یجب علینا جمیعاً أن نتعاون على تجدید العاملین فی جمیع المیادین، وأن ندفعهم إلى الأمام مع شیء من الإلحاح إذا وثقنا فی القدرات، ونکون الدلیل إلیهم حتى یُعرفوا، فیشارکوا ویعملوا.
۱۰- عدم تحدید الأهداف التربویه التی یراد الوصول إلیها والتی من خلالها توضع الوسائل الموصله إلیها سواء على مستوى العموم أو الأفراد، فمثلاً: الجدیه، وقیام اللیل، والعلم أهداف تغرس بواسطه بعض البرامج .
۱۱- عدم الانضباط فی المواعید والدقه فی الوقت التی تؤدی إلى الخلل فی کثیر من البرامج وتأخرها وعدم الحزم فی ذلک من قِبل المربین .
۱۲- عدم وضع الإنسان المناسب فی المکان المناسب کلٌ حسب طاقته وتخصصه .
۱۳- الترکیز على الدعوه والتربیه الجماعیه، والتقصیر فی الدعوه والتربیه الفردیه .
۱۴- عدم التقییم لما یُطرح بین کل فینه وأخرى، ومعرفه الأخطاء وأسبابها، ومحاوله تلافیها، فالسکوت عن الأخطاء یشجع على تکرارها .
۱۵- عدم الاستفاده من تجارب الماضی والآخرین .
۱۶- الاستعجال فی إدخال بعض الأفراد للعمل .
۱۷- الأحکام السریعه، والتصرفات غیر المنضبطه نتیجهً لردود الأفعال والأحداث .
۱۸- الاهتمام بالکم لا الکیف أو العکس، وجعله قاعده مطلقه لیس بصحیح وإنما کل قضیه لها مایناسبها من ذلک وتاره نحتاج إلى إحداهما فی البدایه والأخرى فی النهایه .
۱۹- عدم العتاب بالأسلوب المناسب لمن استحق ذلک، والتشجیع لمن أحسن .
۲۰- العمل على انفراد وتحمل الأعباء دون التعاون مع الآخرین عند وجودهم .
۲۱- العمل فی مکان ما لفتره طویله، ثم ترکه والانتقال عنه دون وضع الإنسان المناسب لمواصله ما بدأ به .
۲۲- عدم العنایه بالتربیه العملیه کتوجیه المتربین للانضمام للدروس العلمیه، والقیام بأعمال دعویه کلٌ حسب قدرته وتخصصه .
۲۳- الشکوک والظنون، وتناقل الشائعات، وفتح باب القیل والقال، وتفضیل بعض الأشخاص على بعض بدون مبررات، ودخول آفه الإعجاب والتعلق بین أفراد المحاضن التربویه، أو تعلق المتربین بالمربین، وکل ذلک یؤدی إلى الفرقه والخلاف، وهدم دُور التعلیم والتوجیه والانتکاسه بین الأفراد، وحدوث الضعف والفتور والشقاق بین المربین .
۲۴- المرکزیه لدى بعض المربین، وعدم توزیع الأعمال على الآخرین، وإعداد القیادات البدیله .
۲۵- عدم مراعاه التناسب بین البرامج بأنواعها مع الوقت والمکان وقدرات المتلقین والفوارق الفردیه بین المتربین من حیث السن والمراحل الدراسیه مما یؤدی إلى عدم استفاده البعض من البرامج المطروحه إما أکبر من مستوى البعض أو أقل .
۲۶- أسبوعیه اللقاءات للشباب أنفسهم مع عدم وجود ما یشغل أوقاتهم تماماً، ویشبع تطلعاتهم خلال الأسبوع کله فی منازلهم، أو کثره اللقاءات الجماعیه فیما بینهم التی یعتقد المربون أنها أحفظ للأفراد من الضیاع والانحراف ولو کانت مبرمجه، وهذا له سلبیات، والأولى أن یکلف الشباب بما یحفظ أوقاتهم فی منازلهم، ولنعود الشباب على التربیه الذاتیه، ومساعدتهم على ذلک .
۲۷- ذکر بعض المربین أخطاء المربین الآخرین أمام المتربین بأسمائهم مما یؤدی إلى عدم قبول توجیههم ونصحهم سواء کانت أخطاء شخصیه، أو اجتهادات دعویه .
۲۸- الترکیز على بعض الأشخاص مع إهمال الأکثرین بحجه اعتذارهم عن المشارکه دون محاوله التکرار علیهم ومعرفه الأسباب لذلک، فإن قال: لا أقدر .. فقل: حاول .. وإن قال: لا أعرف .. فقل : تعلم .. وإن قال: مستحیل . فقل: جرب . وبهذا یستطیع الجمیع أن یشارک، ویعمل وتغرس الثقه فیهم .
۲۹- اهتمام بعض المربین بأشخاص لفتره طویله ولیس عندهم _ أی المتربین _ استعداداً لتغییر واقع أنفسهم، وإنما یأتی من أجل الأنس واللقاء، أو یعتریه الضعف لحداثه تمسکه، والأولى عدم الاهتمام به على حساب الآخرین وأعمال المحضن، وعلاجه على نحو الدرجات التالیه:
أ- الاهتمام به فتره من الزمن فقط .
ب- معرفه أسباب عدم الاستفاده، ومحاوله العلاج بعد ذلک .
ج- الاهتمام به من قبل آخرین .
د- مناصحته ومصارحته .
هـ- نقله إلى محضن آخر.
۳۰- ضعف المربی فی الجوانب العلمیه والإیمانیه والتربویه، وإقحام بعض الشباب فی میدان رعایه محضن تربوی، ولیست عنده القدره على ذلک لضعفه، أو لصغر سنه، أو لعدم تفرغه، ثم النتیجه فقد الأفراد الثقه فی قدرات المربی، والانسحاب من عنده، وضعف المتربیـن، وکثـره الأخطاء والمشاکل داخل المحضن، ثم سقوطه وتفرقهم وفتور کثیر منهم کما هو واقع بعض المحاضن .
۳۱- عدم المرونه فی المناقشه وقبول الأعذار، والتخلص من المواقف الحرجه، والعجله فی إصدار الأحکام دون تأمل ومداوله للآراء وتأجیل البت فیها حتى تحمل قوه وقناعه وقبولاً من المتربین.
۳۲- الإکثار من الترفیه بحجه عدم الإثقال، وکسب القلوب، ثم النتیجه:تربیه غیر جاده .
۳۳- اعتماد المربین على بعض الأشخاص فی الأعمال البدنیه کإعداد الرحلات والمشتروات وغیرها دون أن ینالوا حظهم من الدروس وغیرها مستمعین، أو ملقین، والأولى توزیع الأعمال البدنیه على الجمیع حتى یتعودوا تعلمها، وبذل الجهد، وحتى لا تتوقف الأعمال بسبب غیاب فلان، وفی نفس الوقت تربیه للنفس على التواضع وخدمه الآخرین .
۳۴- دخول بعض الشباب فی بدایه التمسک، وهم أقویاء محاضن یسودها الضعف مما یؤدی إلى ضعفهم أو رجوعهم .
۳۵- عدم ارتباط بعض المحاضن بالدعاه وطلاب العلم، والاستفاده منهم علماً وعملاً ودعوه والرجوع إلیهم فیما یشکل علیهم کلٌ حسب تخصصه، وهذه من المسائل التی ینبغی التنبه لها فی فقه الاستشاره، ویخلط فیها کثیر من الناس فإذا کان الإنسان لا یعیش واقع الشباب ومشکلاتهم، فلا یُسأل عن ذلک، وإن سُئل فیعتذر عن الجواب .
۳۶- الترکیز على الجانب العلمی، أو الإیمانی، أو التربوی، والأولى التنویع بین تلک المجالات من خلال الدروس والبرامج بأنواعها حتى تتکامل وتتوازن شخصیه المتربی .
۳۷- عدم الاهتمام بالأذکیاء وأصحاب القدرات، وإهمالهم، ثم النتیجه ضیاع تلک القدرات، وإنما الاهتمام عند البعض بأصحاب الطرافه والمظاهر والمصالح الشخصیه، أو على الأقل أشخاص عادیون .
۳۸- حرص المربی على ألا یتلقى المتربی التربیه والتوجیه إلا منه فقط، والحساسیه الزائده والتضجر إذا تلقى من غیره، أو رُئیَ مع غیره إلا إذا رئی مع أشخاص فی منهجهم خلل غیر قابل للاجتهاد، أو ضعیف، أو مخالف للکتاب والسنه، فینبهون بالطرق المناسبه المقنعه بدون أن تحدث ردود أفعال .
۳۹- اعتبار بعض الشباب هذه المحاضن أنها للنزهه والترویح عن النفس فی الدرجه الأولى، وأنها لیست للتربیه والتعلیم والتعاون على الخیر .
۴۰- ذهاب بعض الشباب إلى أصحاب الخبرات القلیله، والذین لیس عندهم تمکن فی علاج المشاکل التربویه لحل مشاکلهم؛ لأنهم مکثوا سنیناً فی المحاضن التربویه وهذا لا یعنی تمکنهم فی ذلک وفی المقابل إبداء الطرف الآخر الرأی والحل وتکون النتائج غیر مرضیه .
۴۱- تسرب أخطاء، أو مشاکل المتربین بین أفراد المحضن من قبل المربی سواء خطأً أو عمداً مما یؤدی إلى انتکاسه المتربی وترکه، والأولى الحرص على السریه فی مشاکل الأفراد ومعالجتها، وعدم إدخال الأفراد فی حلولها .
۴۲- کثره مخالطه المربی مع المتربین فیما لا فائده فیه مما ینتج عنه قله الهیبه والتقدیر له وعدم أخذ کلمته بجدیه والاطلاع على أخطائه التی لا تُعرف إلا مع کثره المخالطه، ثم النتیجه ضعف القدوه .
۴۳- قله اللقاءات التربویه بین المربین التی تعالج المشکلات بصوره جماعیه مع ظهور الفردیه فی حل أی مشکله، وذلک یضعف الحلول .
۴۴- ضعف التناصح والمصارحه والوضوح فی العمل بین المربین، أو المتربین، أو کلٌ مع الطرف الآخر وبین الدعاه والعاملین فی طریق الدعوه ..فیا أیها الدعاه: لابد من المصارحه والمناصحه حتى نسیر على الطریق، ونحقق المقصود، ولا تتبعثر الجهود فالغایه واحده .
۴۵- عدم اتخاذ أسلوب المناصحه المکثف والمنوع مع من یرى علیه الفتور، أو شیء من المعاصی من البدایه، فالسکوت یؤدی إلى اتساع الضعف، ومن ثم تصعب المعالجه.
۴۶- تحکیم العواطف، والتعلق بآراء الأشخاص والذوات لا الکتاب والسنه فی تربیه النفوس ومواجهه الفتن والأحداث والتسلیم بقبول آراء الأشخاص لذواتهم بغض النظر عن تأمل القول مع وجود القدره على ذلک، وإذا خالف أحد قول داعیه، أو عالم مع تمسکه بأدب الخلاف؛ وجهت له التهم بالجهل والحسد، وعدم احترام أهل العلم وهجر .
۴۷- عدم مراعاه أوقات الدروس العلمیه فی المساجد مع أوقات البرامج الخاصه بالمحضن التربوی .
۴۸- تقدیم بعض المربین والدعاه بعض الشباب المبتدئین فی بعض المهمات، وتفضیلهم على غیرهم، ورفعهم فوق منزلتهم، وهذا فیه زج بهم إلى مزالق خطیره منها الغرور بالنفس، والتحدث بما لا ینبغی التحدث به، وربما أوقع المربی بما لا تحمد عقباه، وربما یلام المربی على بعض الأخطاء التی تصدر من هذا المتربی لقربه منه وملازمته له .
۴۹- الحکم على الشخص ووضعه فی القائمه السوداء من خلال بعض الأخطاء، والتشهیر به فی کل مجلس، وربما هجر ولم یُدع للمشارکه فی البرامج الدعویه، نُسیت الفضائل وبقیت الرذائل، نسی: [ کُلُّ بَنِی آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَیْرُ الْخَطَّائِینَ التَّوَّابُونَ]رواه الترمذی وابن ماجه وأحمد .
من ذا الذی ماساء قط ولم تکن له الحسنى فقط
والمعاصی تتفاوت وهناک فرق بین المجاهر من عدمه، والخطأ فی حق الله وحق الأشخاص قال ابن المسیب رحمه الله :’ومن الناس من ینبغی ألا یذکر عیبه ویوهب نقصه لفضله’. وأقل الأحوال: مسلم لا تجوز غیبته، ولاندع لأنفسنا باب التأول فی ذکر معایبه کما یفعل البعض .
۵۰- تفلت المحضن وأفراده وتوقف البرنامج عند غیاب المربی عن البرنامج الیومی، أو لفتره من الزمن، والأولى إیجاد البدیل المناسب المؤقت من نفس المحضن، أوغیره لإتمام مابدئ به،لأن الغیاب یؤدی إلى سلبیات کثیره .
۵۱- انشغال المربی أو بعض الأفراد بإنسان انحرف بعد الاستقامه وهذا الانشغال یکون على حساب الآخرین مع أن غیره أحوج إلى بذل الجهد؛ فالمقبل أولى من المدبر.
۵۲- دخول المحضن التربوی غیر الملتزمین، أو أناس یریدون الالتزام لکن مازالت رواسب الماضی قویه التعلق بهم، فالأولى عدم إدخال الصنف الأول، والاهتمام بالصنف الثانی، والارتباط بهم خارج المحضن، وتهیئتهم للدخول فیه حتى لایؤثروا فی أفراد المحضن سلباً .
۵۳- عدم التجدید فی الأفراد بین کل فتره وأخرى، واستقطاب الشباب للمحضن مع مراعاه الاختیار الأمثل، فالتجدید یورث النشاط والحیویه، والعکس یؤدی إلى الضعف والتفکک والملل .
۵۴- عدم المصارحه بکل ماله صله بالموضوع ویؤثر فیه عند الاستشاره فی أمر من الأمور، أو إخفاء بعض العیوب والأخطاء التی کانت بسببه _ أی المستشیر _ أو یستشیر ولیس عنده القناعه بما یستشیر فیه، أو یشار علیه به، ثم النتیجه یبرر لنفسه ولأخطائه فی خاصه نفسه، أولمن حوله إذا لامه أنه استشار فلان ونسی أن الاستشاره بنیت على غیر حقائق، فلیتنبه الجمیع، وعلى المستشار عدم الاستعجال فی إبداء الرأی فی ما یخص المحاضن وغیرها، والتحری فی الأمور .
۵۵- التحدث مع المبتدئین أو حین وجودهم عن بعض المشکلات والخلافات قبل نضجهم العلمی والفکری، فیحدث لهم رده فعل تکون سبباً فی رجوعهم وبعدهم عن التمسک، وإن کان ولابد فإعطاؤهم قواعداً فی فقه الخلاف وموقف السلف منه حتى لا یحدث عندهم اضطراب، أو یأتی من یلبس علیهم الحق بالباطل .
۵۶- ضعف الصله بین أفراد المحضن أو المربی مع من یترک المحضن لسفر بسبب التعلم، أو الوظیفه، أوغیرها، وعدم الاتصال بهم هاتفیا، أو زیاره، أو مراسله، أو ربطهم بالدعاه والأخیار فی البلد الذی انتقلوا إلیه، وهذا أمر مشاهد وملموس ولذا نرى الفتور، وتقدیم التنازلات بسبب الغربه والوظیفه، وعدم وجود الرفقه الصالحه، والاضطرار إلى العیش مع الرفقه السیئه، أو على الأقل لوحـده والفراغ مفسـده.
۵۷- عدم المرجعیه عند کثیر من الشباب والمربین عند النزاع فلا یرجع عند الخلاف إلى العلماء، وهذا یجرنا إلى ویلات لانهایه لها کما هو مشاهـد وملموس، والخلاف أمر لابد منه لکن لایصل إلى حد الاتهام بالباطل، والوقیعه فی الأعراض، والحزازیات فی الصدور، والتوقف عن العلم والدعوه، بل تؤدى الفرائض والنفوس منشغله ومشتعله، تضیع الجهود وتبعثر، تهدر الأوقات وتخسر الأموال والقدرات والکتب والأوراق، وکثیر من الصالحین والمفکرین والأخیار، ومن نحبهم فی الله.
ومن المستفید؟ إنه الشیطان وحزب الشیطان، قال صلى الله علیه وسلم: [إِنَّ الشَّیْطَانَ قَدْ أَیِسَ أَنْ یَعْبُ