المقالات

الإخوان المسلمون .. ۸۰ عاما من الفهم العمیق

الإخوان المسلمون .. ۸۰ عاما من الفهم
العمیق

 

 تهیئه

بینما کان المسلمون یتخبَّطون فی الجهل
والظلام، حینما انزوى مفهوم الإسلام الشامل وانحصر مکانه الفعلی لیصبح فی المسجد
فقط، ولم یعُد له مکانٌ فی توجیه الحیاه ، وبینما کان المسلمون یترنحون من جراء
السقوط المدوی للخلافه الإسلامیه ، والذی أدى إلى ضیاعِ هویه الأمه، وفقدانِها
لمصدر عزتها، وافتقادِها لمعالم المشروع الحضاری لنهضتها وقیامها بدورها الرائد فی
الشهاده على الناس ، ووسط هذا الظلام الدامس ، یأتی شاب فی الحادیه والعشرین من
عمره قد ارتوى من النیل ماء عذبا فراتا ، ومن الإسلام هدیا ونبراسا ، ومن القرآن
شرعه ومنهاجا ، فیخاطب قومه ” یا قومنا إننا ننادیکم والقرآن فی یمیننا
والسنه فی شمالنا وعمل السلف الصالحین من أبناء هذه الأمه قدوتنا ، ننادیکم إلى
الإسلام وتعالیم الإسلام وهدی الإسلام ” ” الاسلام نظام شامل یتناول مظاهر
الحیاه جمیعا فهو دوله ووطن أو حکومه وأمه وهو خلق وقوه أو رحمه وعداله ، وهو
ثقافه وقانون أو علم وقضاء ، وهو ماده وثروه أو کسب وغنى ، وهو جهاد ودعوه أو جیش
وفکره ، کما هو عقیده صادقه وعباده صحیحه سواء بسواء “، فأسس دعوه الإخوان
على رکائز ثلاث من (الفهم العمیق والتکوین الدقیق والعمل المتواصل )، فتأتی هذه
السلسله لنتناول فیها بشئ من الإیجاز غیر المخل ، هذه الرکائز الثلاث .

 

 

أفهام مغلوطه

 

قبیل ظهور دعوه الإخوان ، کانت الأمه
الإسلامیه قد وصلت إلى حاله بعیده من الفوضى الفکریه وخلل کبیر فی الفهم ، تمثل فی
صور شتى وفرق عده ، فریق اختلط علیهم ما هو أصل بما هو فرع ، و فریق تصلب لفروع
حاربوا من إجلها إخوانهم المسلمین ، وثالث ضیعوا أصولا وحاربوا من دعاهم إلیها ،
وآخر قصر الدین على بعض الشئون ، وخامس فهم أن الإسلام هو کل ما هو شدید فشددوا
على أنفسهم وعلى الناس ، وفریق تساهل فی کل شئ ، وسابع تسرع فی الکفر والتکفیر ،
وآخر اعتقد أن للقرآن باطنا یخالف الظاهر ، وتاسع انطلق من خلال مفهوم خاطئ
للولایه ، وبالتالی تنوعت أفهام الناس عن الاسلام على أنه : حدود العباده الظاهره
، أوالخلق الفاضل أوالروحانیه الفیاضه ، أو الغذاء الفلسفی للعقل والروح ، أو
المعانی العملیه الحیویه ، أو العقائد الموروثه والأعمال التقلیدیه ، هذه هی نظره
الناس وفهمهم للاسلام الحنیف ، فظهرت کما یقول أ/ جمعه أمین دعوات کثیره تفتقد الى
الفقه الدقیق والفهم العمیق وکان منها ، من یتستر خلف شئ من الهدی الظاهر، ویهمل
التکالیف الحقیقیه الشاقه الطویله الغالیه الثمن ویحصر دعوته فی ذلک ویقصرها على
رواد المساجد ، ینتفض انتفاضه الأسد إذا انتقص فضل ، ویغمض عینیه إذا هدم فرض
وأزیل واجب ، ومن یرى نصره الإسلام فی الخروج فی سبیل الله لدعوه الناس لبعض
العبادات من صلوات وأذکار ودعوات رقیقه وحسن وضوء وتلاوه قرآن ، ومن تشدد وتعسف ،
وأفرط وغالى ، فقطع الأوصال والارحام ، وحارب فی غیر میدان ، وفاصل الجمیع وساواهم
بالکافرین ، واختلط علیه الولاء والبراء ،وقد أحسن الإمام البنا وصف حال المسلمین
مع الإسلام بقوله ” خلعوا عن الإسلام نعوتاً وأوصافاً ورسوماً من عند أنفسهم,
واستخدموا مرونته وسعته استخدامًا ضارًّا مع أنها لم تکن إلا للحکمه السامیه, فاختلفوا
فی معنى الإسلام اختلافًا, وانطبعت للإسلام فی نفس أبنائه صور عده تقرب أو تبعد أو
تنطبق على الإسلام الأول الذی مثله رسول الله وأصحابه خیر تمثیل “

 

 

وجاء الإخوان

 

فی موعد مع القدر ، وفی ظل هذا المناخ
المتردی الذی ضاع فیه الإسلام وفهم على غیر مقاصده ، جاء الامام البنا ، وکأن الله
عز وجل قد ألهمه الطریق الصائب لنفض الغبار عما علق بمفهوم الإسلام فی الأذهان،
وإبراز صورته الصحیحه الشامله المتکامله ، وکما یقول أحد تلامذته أ/ طلعت الشناوی ”
جاء الإمام جامعاً بین الفهم الشامل الصحیح للقرآن ولهدى رسول الله صلى الله علیه
وسلم ، وبین الدراسه العمیقه للتاریخ وتجاربه , ولسنن الله فى التمکین , وکذلک
البصیره النافذه لواقع الأمه الإسلامیه وتشخیص دائها ومعرفه وسائل العلاج
وأولویاته” ، فأعاد الإمام البنا بدعوته المتکامله هذا الفهم السلیم الذی کاد
أن یندثر ، وحملت الجماعه هذا الفهم ودعت إلیه ، وتحملت فی سبیل تثبیته فی المجتمع
الکثیر من المحن والابتلاءات والدماء والشهداء ، فکم من دماء سفکت وأطفال یتمت
ونساء رملت وأمهات ثکلت حتى ثبت هذا الفهم عبر هذه السنین الثمانین ، ففى زمن
اختلطت فیه الغایات ما بین المادیه الطاغیه والشهوات الهابطه والرغبات الدنیئه ،
ردد الإخوان “الله غایتنا” ، وفى زمن غابت فیه القیم واعتلى دائره المثل
الأعلى أسافل الناس هتف الإخوان ” الرسول قدوتنا” ، وفى زمن تزاحمت فیه
المناهج والافکار والشرائع والقوانین ، أعلن الإخوان “القرآن دستورنا ” ،
وفى زمن تفرقت فیه السبل مابین مسالک الشیطان ودروب الهوى ، جهر الإخوان “الجهاد
سبیلنا” ، وفى حین داعبت الغفله الأمانى واستولت الشهوات على القلوب نطقت
أفئده وأرواح وألسنه الإخوان ” الموت فى سبیل الله اسمى امانینا ” ،
ومضت الدعوه قویه شامخه بهذا الفهم ، رغم مرور ما یقارب ثمانین عاما ، إلا أنها
ماضیه فى طریقها على نفس المبادئ , لم تنحرف أو تتبدل أو تنطفئ شعلتها أو تنکس
رایتها , برغم کل المحن والمؤامرات وکل المعوقات والتضییق والإیذاء ، وتتوالى
الأجیال وتتلاحم فى هذه الدعوه وهى على نفس الدرب والمبادئ والأهداف التى تجاهد من
أجلها , حتى أصبحت هى الطلیعه الرائده فى میدان المعرکه بین الإسلام والباطل , وأصبحت
– بفضل الله – أمل الأمه الإسلامیه فى مشارق الأرض ومغاربها لتقودها لاستعاده
مجدها بإذن الله . نرى ذلک بعین الیقین , فندرک أن ذلک بفضل الله وبرکته ورعایته
لهذه الدعوه , وندرک أیضا مدى قوه التأسیس , والتربیه وإعداد الرجال فى هذه
الجماعه على ید الإمام الشهید , والرعیل الأول.

 

 

إسلامنا

جاء الإمام البنا وحال الأمه فی فهم الإسلام
على ما سبق بیانه ، فجعل قوله تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِیْلِی أَدْعُو إِلَى اللهِ
عَلَى بَصِیْرَهٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِیْ﴾ (یوسف: ۱۰۷) منطلقا لدعوته ، فبین أن
إسلام الإخوان المسلمین قائم على رکائز ثلاث ، یعتقدها الإخوان ویؤمنون بها
ویعملون ویدعون ویضحون فی سبیلها :

 

۱-  
یعتقد الإخوان المسلمون أن أحکام الإسلام و تعالیمه شامله تنتظم شؤون الناس
فی الدنیا و الآخره , وأن الذین یظنون أن هذه التعالیم إنما تتناول الناحیه
العبادیه أو الروحیه دون غیرها من النواحی مخطئون فی هذا الظن , فالإسلام عقیده و
عباده ، ووطن و جنسیه ، ودین ودوله ، وروحانیه وعمل ، ومصحف وسیف ، فأیقن الإخوان
أن الإسلام هو هذا المعنى الکلی الشامل, وأنه یجب أن یهیمن على کل شؤون الحیاه وأن
تصطبغ جمیعها به و أن تنزل على حکمه , وأن تسایر قواعده و تعالیمه و تستمد منها ما
دامت الأمه ترید أن تکون مسلمه إسلاما صحیحًا

 

۲-  
یعتقد الإخوان المسلمون أن أساس التعالیم الإسلامیه و معینها هو کتاب الله
و سنه رسوله صلى الله علیه و سلم , اللذان إن تمسکت بهما فلن تضل أبدا , و أن
کثیرا من الآراء و العلوم التی اتصلت بالإسلام و تلونت بلونه تحمل لون العصور التی
أوجدتها و الشعوب التی عاصرتها، و لهذا یجب أن تستقی النظم الإسلامیه التی تحمل
علیها الأمه من هذا المعین الصافی معین السهوله الأولى ، وأن نفهم الإسلام کما کان
یفهمه الصحابه و التابعون من السلف الصالح رضوان الله علیهم ، وأن نقف عند هذه
الحدود الربانیه النبویه حتى لا نقید أنفسنا بغیر ما یقیدنا الله به , و لا نلزم
عصرنا لون عصر لا یتفق معنا.

 

۳-  
یعتقد الإخوان المسلمون أن الإسلام کدین عام انتظم کل شئون الحیاه فی کل
الشعوب و الأمم لکل الأعصار و الأزمان , جاء أکمل و أسمى من أن یعرض لجزئیات هذه
الحیاه وخصوصًا فی الأمور الدنیویه البحته.

 

ومن هنا أدرک الإخوان بأنه لا یمکن أن ینصلح
حال الأمه إلا إذا صلح تَصوُّرُها عن دینها أولاً، وأنه منهجٌ متکاملٌ للحیاه ،
وصالح لکل زمان ومکان ، ولقد صدق الإمام البنا حینما بین أن دعوه الإسلام بهذا
الفهم ” قد امتدت طولا حتى شملت آباد الزمن ، وامتدت عرضا حتى وسعت آفاق
الأمم ، وامتدت عمقا حتى استوعبت شئون الدنیا والآخره ” .

 

 

 

فهم الإخوان

 

کانت انطلاقه الإمام البنا ، وکانت کلمات
المؤسس رحمه الله ” ولکننا أیها الناس فکره وعقیده , ونظام ومنهاج , لا یحدده
موضع ولا یقیده جنس ولا یقف دونه حاجز جغرافى ولا ینتهى بأمر حتى یرث الله الأرض
ومن علیها ذلک لأنه نظام رب العالمین ومنهاج رسوله الأمین ” والتی على أساسها
تحرکت دعوه الإخوان ، فغرست عبر ۸۰ عاما فی نفوس الإخوان وأبناء الأمه جمیعا ، أن
الفهم الصحیح الشامل هو محور الارتکاز، وهو العامل الأساسی الذی یجب توفره من أجل
سلامه المسیر، وأنه المشرب الذی یستقی منه أبناء الدعوه ، وأن المخلص العامل الذی
لا یحسن الفهم الصحیح، ولا یُنزِل الأمورَ منازلها قد یضل ضلالاً کبیرًا، والخوارج
أکبر دلیل عملی على ذلک ، وأن الفرق بین الحفظ والفهم کالفرق بین الجسد والروح،
فالحفظ جسد والفهم روحه ، وأن العبره لیست بکثره المعارف والمحفوظات والأعمال،
وإنما العبره بجوده الفقه وصحه الفهم وسلامه الإدراک ، وأن التمکین لدین الله لن
یتم إلا على أساس الفهم الصحیح الشامل للإسلام الذی جاء به الحبیب محمد- صلى الله
علیه وسلم- دون تحریف أو تقصیر أو اجتزاء ، وأن الإسلام لا یمکن تطبیقه وتحقیقه فی
أرض الواقع بفهم ناقص أو بفهم قاصر أو بفهم منحرف أو فیه خطأ فی التصور والاعتقاد
، وأن الفهم الصحیح یمهد الطریق للعمل الجاد على بصیره، وأن صاحب الفهم الصحیح
صاحب بصیره نافذه ووعی تام ، وأن الفهم الصحیح هو مرجعیتنا عند الاختلاف أو بروز
صوره للانحراف عنه ، وأن الفهم الصحیح للإسلام ضد الفهم الضیق الذی یحصر الإسلام
فی جانب أو ناحیه أو جزء منه، فالإسلام کلٌّ لا یتجزأ ، وأن الدعوه للإسلام لا
یصلح معها إکراه، ولا تنتشر بإجبار، ولا تستمر بضغط، بل هو فهم وإدراک وإقناع ، و
أن الفهم الصحیح للإسلام ضابط لکل عمل ولکل اجتهاد ولکل خلق وسلوک من أن ینحرف
بصاحبه عن الجاده ، واستمرت مسیره دعوه الإخوان عبر ۸۰ عاما وهی على هذا الفهم فی
حدود أصول الفهم العشرین التی وضعها الإمام البنا، والتی تهدف إلى: إدراک الفهم
الصحیح للإسلام، العمل الراشد للإسلام والتجمع حوله، والحذر من خط الانحراف، وجمع
المسلمین على فهم واحد، وتضییق شقه الخلاف بین العاملین للإسلام ، وأن واجبنا هو
السعی لإحیاء الفهم الذی کاد أن یندثر .

 

 

فوائد جمه

 

لله در ابن القیم رحمه الله حین قال ” صحه
الفهم نور یقذفه الله فی قلب من یشاء من عباده فیمیز به بین الصحیح والفاسد ،
والحق والباطل ، والهدى والضلال ” ، ومن هنا أدرک الإخوان أن للفهم فوائد جمه
، وثمارا یانعه ، على الفرد والجماعه والأمه والمجتمع ومن ذلک :

 

۱-  
یحفظ للجماعه خطها الإسلامی الصحیح، وینفی عنها خبثها ومحاولات الالتفاف
علیها.

 

۲-  
یمنع ظهور المدارس الفکریه المتعدده داخل مدرستنا الدعویه الموحده، بل هو
مشرب واحد ومنبع واحد.

 

۳-  
یمنع کل ما هو دخیل على الإسلام أن یلحق به، ولا یسمح بأی فکره مناهضه بسبب
عاطفه أو تساهل فی إحداث بلبله داخل الجماعه المبارکه.

 

۴-  
یعین على حسن التطبیق، ویعین على سلامه العمل، ویقی من العثرات .

 

۵-  
یحمی المسلم والجماعه والأمه من الخطأ والانحراف فی التصور والاعتقاد
والسلوک .

 

۶-  
یحرر العقیده من زیف الجمود وما یمکن أن یداخلها من أوهام وشبهات.

 

۷-  
یکسر الجمود الذی أصاب العقل بالتقلید وغلق باب الاجتهاد على السواء.

 

۸-  
یحمی المسلم من اتباع الهوى والظن أوالانحراف، ویعینه على تحدید إطار الفهم
السلیم بعیدًا عن الغلوِّ والتجاوز.

 

 

مجالات الفهم

 

حینما قال الإمام البنا فی رساله المؤتمر
الخامس ” إن میدان القول غیر میدان الخیال ، ومیدان العمل غیر میدان القول ،
ومیدان الجهاد غیر میدان العمل ، ومیدان الجهاد الحق غیر میدان الجهاد الخاطئ ”
أدرک الإخوان المسلمون عبر تاریخهم الطویل أن العاملین للإسلام بحاجه إلى الفهم
الصحیح ، من أجل تصحیح المسار ، حتى نوجد الإسلام فی أرض الواقع بصوره صحیحه ، فقد
یصح فهم المسلم لغایته ویخطئ فی الوسیله أو إسلوب التغییر ، وقد یصح له ذلک فیخطئ
فی المنهاج الذی یسیر علیه ، أو فی إحدى طرائق الدعوه أو التربیه ، ولذلک أیقن
الإخوان أن المجالات التی یجب ان نعمل فیها الفهم هی (الغایه التی نسعى لها- الوسیله
التی نستخدمها- التغییر الأمثل الذی نسلکه- المنهاج الصحیح الذی نعتمده- الهویه
التی یجب أن نحملها- الجهاد الحق الذی نشعله- طرائق الدعوه والتربیه التی ننتهجها..
إلخ).

 

محطات هامه

 

۱-  
الفکره الجیده عند الاخوان یتوقف نجاحها على أمور ثلاثه ( أن یتصورها أهلها
تصورا صحیحا ، أن یؤمنوا بها إیمانا عمیقا ، أن تجتمع قلوبهم علیها اجتماعا قویا )
.

 

۲-  
الفهم الصحیح یتطلب ( الإیمان بهذا الفهم الصحیح الشامل – العمل به – دعوه
الناس جمیعًا إلیه – حمل الناس جمیعًا على العمل به ) وأن نتحمل فی سبیله ما قد نلاقیه
.

 

۳-  
معوقات أمام صحه الفهم ( النظرات الجزئیه المتناثره – السطحیه فی التفکیر –
اهدار الوقت والموارد – الخلط بین الوسائل والغایات )

 

۴-  
الفهم الصحیح الشامل یعانی من ( تحریف الغالین – انتحال المبطلین – تأویل
الجاهلین ) .

 

۵-  
یجب علینا ( تحری الوقوع فی الخلط والغلط – التزام الفهم السلیم دون إفراط
أو تفریط او مغالاه او نقص )

 

۶-  
الانحراف عن الفهم الصحیح للإسلام سببه ( جهل أو اتباع الهوى ، أو إعجاب
برأی ، أو تأویل خاطئ، أو جعل القرآن تابعًا لا متبوعًا) .

 

 

نتیجه الفهم

 

کانت النتیجه الطبیعه لهذا الفهم الصحیح
الشامل عبر سنوات الدعوه الثمانین ، أن کان الإخوان المسلمون جماعه تلتقی عندها
آمال محبی الإصلاح، والشعوب المستضعفه، والمسلمین المصادره حقوقهم ، فهم

 

۱-  
دعوه سلفیه، إذ یدعون إلى العوده إلى الإسلام، إلى معینه الصافی، من کتاب
سنه الصلاه .

 

۲-  
طریقه سنیه: لأنهم یحملون أنفسهم علی العمل بالسنه المطهره فی کل شیء،
وبخاصه فی العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلک سبیلاً.

 

۳-  
حقیقه صوفیه: إذ یعلمون أن أساس الخیر طهاره النفس، ونقاء القلب، وسلامه
الصدر، والمواظبه على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب فی الله، والأخوه فیه
سبحانه.

 

۴-  
هیئه سیاسیه: لأنهم یطالبون بإصلاح الحکم فی الداخل وتعدیل النظر فی صله
الأمه الإسلامیه بغیرها من الأمم فی الخارج، وتربیه الشعب على العزه والکرامه
والحرص علیى قومیته إلی أبعد حد .

 

۵-  
جماعه ریاضیه، یعتنون بالصحه، ویعلمون أن المؤمن القوی هو خیر من المؤمن
الضعیف، وأن تکالیف الإسلام لا تُؤدى إلا بالجسم القوی، والقلب الذاخر بالإیمان،
والذهن ذی الفهم الصحیح.

 

۶-  
رابطه علمیه وثقافیه، فالعلم فی الإسلام فریضه یحض علیها، وعلى طلبها، ولو
کان فی الصین، والدوله تنهض على الإیمان.. والعلم.

 

۷-  
شرکه اقتصادیه، فالإسلام یُعنَى بتدبیر المال وکسبه، والنبی-صلى الله علیه
وسلم- یقول: “نعم المال الصالح للرجل الصالح” و(من أمسى کالاً من عمل
یده أمسى مغفورًا له).

 

۸-  
فکره اجتماعیه، یعنون بأدواء المجتمع، ویحاولون الوصول إلى طرق علاجها
وشفاء الأمه منها.

 

 

 

وهکذا نرى أن شمول الإسلام قد أکسب فکرتنا
شمولاً لکل مناحی الإصلاح، ووجه نشاط الإخوان إلى کل هذه النواحی، وهم فی الوقت
الذی یتجه فیه غیرهم إلى ناحیه واحده دون غیرها یتجهون إلیها جمیعًا ویعلمون أن
الإسلام یطالبهم بها جمیعًا.

 

مسک الختام

 

لقد حرص الإمام البنا على الفهم الصحیح،
وبدأ أرکان البیعه بالفهم، ووضع له أصولاً عشرین؛ لتشمل کافه النواحی العقائدیه
والعبادیه والفکریه التی یمکن أن یتعرَّض لها الأخ فی مسیرته الدعویه؛ لتمثِّل له
سیاجًا حامیًا من الزَّلل والانحراف، لقد جعل الإمام الفهم الرکن الأول من أرکان
البیعه ؛ لیحمی الصف من الخطأ أو الانحراف، ومن هنا فإن کلُّ أخ بایع الله فی هذه
الدعوه یجب أن یجعل من نفسه حارسًا أمینًا على هذا الفهم من أی تغییر أو انحراف؛
وإن الوفاءً ببیعته مع الله، یستوجب علیه أن یلتزم بحدود هذا الفهم فی حرکته وعمله
، وخطبه وأحادیثه ، و تألیفه و کتابته ، وفی تصریحاته العامه والخاصه ، وفی مجالسه
العلنیه والسریه .

المصدر: الشبکه الدعویه

نمایش بیشتر

مطالب مرتبط

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

پاسخ دادن معادله امنیتی الزامی است . *

دکمه بازگشت به بالا