أراء وأفكارالعربیة

رؤیه شرعیه ، الثورات الشعبیه فی العالم العربی ..

رؤیه شرعیه ، الثورات الشعبیه فی العالم العربی ..

د. محمد المصلح *

کشفت الثورات الشعبیه العربیه المتتابعه الراهنه بدءا من الثوره الشعبیه التونسیه الباسله.. ظاهره جدیده فی المشهد العربی ملفته ومبشره للغایه.. تتمثل هذه الظاهره فی کون هذه الثورات فی الأصل ما هی إلا انتفاضات شبابیه تمتاز بمجموعه من الصفات المشترکه المبهره والتی هی ــــ فی تقدیرنا ــــ سر قوتها وفاعلیتها، رغم وجود فروق فیما بین هذه الثورات یمیز بعضها عن بعض.. من أبرز تلک الصفات المشترکه التی تمتاز بها هذه الثورات: أنها فی الأساس حرکات شبابیه مستقله وراقیه، وذات روح معنویه عالیه ومتقده، وتتبنى استراتیجیات جدیده وفاعله، وبعقلیه حره وواعیه بامتیاز.

 

إن هذه الظاهره لجدیره بالدراسه المعمقه حیث إنها ذات دلالات کبیره تستوجب التوقف عندها وتحلیلها واستخلاص النتائج والدروس والعبر منها، ومن ثم إعاده مراجعه قراءه کامل المشهد العربی بتحولاته المتسارعه ومستقبله القریب والبعید ومن جمیع جوانبه فی ضوء تلک النتائج، بما فی ذلک مراجعه النظره التقلیدیه السائده عن شبابنا بشکل خاص وعن الشعوب العربیه بشکل عام.

 

ومن المفارقه الملفته فی هذا السیاق، والتی تستدعی الأسف الشدید فی ذات الوقت، أن کثیرا من مواقف الرموز والنخب الدینیه والفکریه والمجتمعیه ــ والتی یفترض فی الأصل أن تقوم بالتشجیع والتوجیه والترشید والتنظیر والإسناد والتأیید لشباب الثورات ومسیراتهم المبارکه ــ لا ترقى ألبته إلى مستوى تلک المواصفات الحیویه التی جسدها شباب الثورات الراهنه فی مسیراتهم.. بل الأدهى من ذلک والأمرّ؛ أن من بین مواقف هؤلاء الرموز ما قد یُربک بعض أولئک الشباب ومناصریهم، ویضعف من معنویاتهم، ویشوّش علیهم مسیراتهم.. الأمر الذی قد یُنذر بأن تؤتى هذه الثورات من مثل تلک المواقف بأکثر مما قد تؤتى من المواجهات المباشره لها من قبل النظم التی یثورون ضدها.

 

هذه المفارقه المؤسفه تفرض على کل صاحب قلم حر ومتجرد أن یسند الثورات الشعبیه العربیه الراهنه بکل ما أوتی من حجه وبیان، وینتصر لها، ویصد عنها أی تشویش قد یربکها أو یهدد مستقبلها.. وهذه محاوله لتقدیم سند شرعی سیاسی لهذه الثورات.

 

التکییف الشرعی للثورات الشعبیه الراهنه

 

یُجمع شباب الانتفاضات الشعبیه العربیه على أن الهدف الأساس لانتفاضاتهم ما هو إلا إسقاط النظم الحاکمه المستبده والمتفرعنه والفاسده والمستذله لشعوبها، وذلک عبر الثوره الشامله ضد تلک النظم.. کما یجمعون على أنهم ما ثاروا إلا لاسترجاع حریه الشعوب وکرامتها التی سحقتها النظم المستکبره والجائره سحقا طوال تاریخ هذه النظم القمعیه التی امتدت لعقود.. والمطلب هذا مطلب إنسانی یوحّد کل الثوّار الأحرار ومناصریهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدینیه والسیاسیه، وذلک ما تعکسه بوضوح شعارات هذه الثورات ومسیراتها.. والإجماع على هذا المطلب هو ــــ کما نعتقد ــــ من أهم مکامن القوه والأمل والاستبشار بالثورات الراهنه.

 

فما التکییف الشرعی لهذا المطلب السامی؟ وما التکییف الشرعی لتحقیقه عبر الثوره؟

 

التکییف الشرعی لهذا المطلب هو أنه من أولویات الدین الحنیف، بل هو متطلب سابق لإقامه الدین؛ حیث إن الدین لا یمکن أن یقام فی مجتمع مسحوق ومهدور الکرامه وفاقد للحریه.. وهذا سر اشتمال القرآن المکی ــ مع ترکیزه على بناء العقیده ــ على آیات تتعلق بکرامه الإنسان وحریته وحقوقه الأساسیه کإنسان، من مثل قول الله تعالى: "وإذا الموؤوده سئلت، بأی ذنب قتلت"، مما یدل على أن احترام النفس البشریه والمحافظه على کرامه الإنسان وتحقیق حریته یقترن فی القرآن مع أولویات الدین نفسه (۱).. ویعضد ذلک اهتمام القرآن الملفت بقصه مواجهه موسى وهارون علیهما السلام لفرعون الطاغیه الظالم المستکبر المتألّه، وتحقیقهما لإراده الله فی تخلیص شعب مصر المستضعف حینذاک من استعباد فرعون لکامل الشعب؛ وهی عبره لکل شعب مستضعف یواجه الشخصیه الفرعونیه المتکرره عبر التاریخ (۲).

 

کما أن الدین الحنیف یتوق إلى نصره المظلوم کمبدأ عام، أیا کان هذا المظلوم، ویحث أتباعه أن یقفوا مع کل دعوه أو حرکه ضد الظالمین أیا کانوا.. فهذا رسول الإسلام صلى الله علیه وسلم یقول عن حلف الفضول الذی تعاهد فیه عشائر من قریش قبل الإسلام على أن لا یجدوا بمکه مظلوما من أهلها وغیرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، ویقفوا ضد من ظلمه حتى ترد علیه مظلمته: "لقد حضرتُ فی دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحبُّ لو أن لی به حمر النعم، ولو دعیت به فی الإسلام لأجبت".. وهذا الموقف القیمی المبدئی من رسول الإسلام علیه السلام له دلالاته القویه فی هذا السیاق.

 

ثم إن قیام الشباب بهذه الحرکات الشجاعه فی سبیل تحقیق هذا المطلب السامی یدل على تعافی أولئک الشباب من داء الوهن الذی أصاب الأمه فی مرحلتها الغثائیه التی حذّر منها الرسول صلى الله علیه وسلم فی الحدیث: "یوشک الأمم أن تداعى علیکم کما تداعى الأکله إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قله نحن یومئذ؟ قال: بل أنتم یومئذ کثیر، ولکنکم غثاء کغثاء السیل، ولینزعن الله من صدور عدوکم المهابه منکم ولیقذفن الله فی قلوبکم الوهن. فقال قائل: یا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنیا وکراهیه الموت" (3). فقد کسر هؤلاء الشباب جدار الخوف، ورُبط على قلوبهم فقاموا فی وجه الظالمین، وثبتوا على موقفهم ثباتا مشهودا رغم کل محاولات التشویش علیهم، والبطش بهم، والالتفاف على حرکاتهم.. والثبات على هذا الموقف هو من أهم عوامل النجاح فی الثورات.

 

أما التکییف الشرعی للثوره کوسیله لتحقیق هذا المطلب المشروع، فیمکن تحدیده فی النقاط المرکزه التالیه:

 

۱.    الثوره وسیله فعّاله متاحه للشعوب المستضعفه للتصدی للنظم المستکبره والمستعبده للشعوب.. والثوره بذلک تکون سببا فی تحقیق إراده الله فی التمکین للمستضعفین وقطع دابر المستکبرین؛ "ونرید أن نمن على اللذین استُضعفوا فی الأرض، ونجعلهم أئمه ونجعلهم الوارثین، ونُمکّن لهم فی الأرض…" (4).

 

۲.    الثوره وسیله فعّاله متاحه للشعوب لتغییر منکر عظیم، ألا وهو الظلم والاستبداد، والذی تترتب علیه مناکر کبیره کثیره ومستمره طوال تاریخ النظم المستبده المراد إسقاطها.. وهذا واجب عینی على کل فرد من أفراد الشعوب کل بحسب استطاعته، للحدیث: "من رأى منکم منکرا فلیغیّره بیده، فإن لم یستطع فبلسانه، فإن لم یستطع فبقلبه، وذلک أضعف الإیمان" (5).

 

بل إن الثوره تکاد تکون الوسیله الفعّاله الوحیده المتاحه للشعوب لتحقیق مطلبها المشروع، ولاسیما بعد أن فشلت الوسائل الأخرى فی تغییر هذه النظم أو إصلاح ما أفسدته، وبعد أن عجزت أحزاب المعارضه فی تحقیق الإصلاح المنشود من خلال الأدوات السیاسیه الأخرى المعهوده؛ نظرا لاستخدام النظم المستبده لطرق ملتویه للحیلوله دون تحقیق هذه الأحزاب لأهدافها.. بالإضافه إلى أن النظم تستند ــ فی حال استقرارها ــ إلى قوى الاستکبار العالمی المهیمنه على الأمه ضد أی حراک إصلاحی نوعی وفق الآلیات المعهوده.

 

۳.    الثوره وسیله فعّاله متاحه للشعوب لمواجهه الحکام الجائرین بکلمه الحق، ولأمرهم ونهیهم، وتأطیرهم على الحق أطرا.. وهذا یعد من فروض الکفایه التی ما لم یقم بها البعض بشکل واف لا یسقط الإثم عن المجتمع بکامله.. بل إن هذا من أفضل الجهاد، لحدیث: "أفضل الجهاد کلمه حق عند سلطان جائر" (6) ، والتفریط فیه یُنذر بعقاب للمجتمع بأسره، وبفتنه کبرى تعمه، للحدیث: "لتأخذن على ید الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا، أو لیضربن الله بقلوب بعضکم على بعض ثم لیلعنکم کما لعنهم" (7) ، أی کما لعن بنی إسرائیل.. ومن لم ینکر على الحکام الظلمه بأی شکل من الأشکال فهو آثم، لحدیث: "إنه یستعمل علیکم أمراء فتعرفون وتنکرون، فمن کره فقد برىء، ومن أنکر فقد سلم، ولکن من رضی وتابع" (8). والذی یموت فی سبیل تحقیق هذا الفرض الکفائی یستحق رتبه "سید الشهداء"، کما وعد الرسول محمد صلى الله علیه وسلم فی الحدیث: "سید الشهداء حمزه، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" (9).

 

والثوره بلا شک أوقع وأقوى وأجدى من المواجهات الفردیه للحاکم المستبد الجائر، ذلک أنه فی حال المواجهات الفردیه یسهل على الحاکم الظالم أن یبطش ویقمع وینکّل بمن ینهاه عن الظلم، أو یسفه به ولا یلقی له بالا، ومن ثم یستمر فی ظلمه، ولا یرتدع، ویصر على طغیانه، أما فی حال الثوره الشعبیه فإنه یصعب علیه البطش بالشعب کله، ولاسیما حینما تنجح الثوره فی کسب الرأی العام العالمی.

 

۴.    الثوره وسیله فعّاله متاحه للشعوب للدفاع عن أعراضها وأموالها من النظم الفاسده التی تنتهک فیها الأعراض، ویعتدى فیها على الحرمات، وتستباح فیها الممتلکات، وینهب فیها المال العام نهبا.. ومما تقرره الشریعه أن الدفاع عن الأعراض والأموال حق مشروع، والذین یموتون وهم یدافعون عن أعراضهم أو أموالهم فهم شهداء، لحدیث: "من مات دون عرضه فهو شهید، ومن مات دون ماله فهو شهید" (10). 

 

شبهه ورد

 

إنه لمن المستغرب بحق، بل من المستنکر جدا، فی ضوء التکییف الشرعی السابق، أن تصدر أقوال منسوبه إلى رموز شرعیه أو إلى مؤسسات دینیه تصف هذه الثورات بأنها دعوات للفتنه، وأن الفتاوى والتصریحات التی تحث على الاستمرار فی الثورات هی دعوات للفتنه کذلک!! ومن العجب أن تتطابق أقوال هؤلاء إلى حد کبیر مع ما تطلقه النظم الفاسده والجائره نفسها من أوصاف على الثورات ضدها!!.. وبلا شک فإن هذه الأقوال مردوده وباطله.. ذلک أن الفتنه لا تطلق على حال ــ کالحال فی الثورات الشعبیه العربیه الراهنه ــ یتمیز فیه الحق من الباطل، والظالمون عن المظلومین بشکل لا لبس فیه.. إذ فی هذا الحال یکون هناک موقفان لا ثالث لهما:

 

۱.    إما الوقوف مع الحق ومناصره المظلومین على قدر الاستطاعه.. وهذا هو الواجب.

 

۲.    وإما اتباع الباطل والرکون إلى الظالمین.. وهذا هو المحظور.

 

فهنا؛ لا یوجد موقف محاید، فالحیاد یکون بلا ریب لصالح الباطل والنظم الظالمه.. والحیاد هنا یعد نوعا من السکوت عن الحق، والساکت عن الحق شیطان أخرس.. کما أنه نوع من الخذلان للمظلومین الذی جاء فیه الوعید "لعن الله من رأى مظلوما فلم ینصره‏" (11)، "ولأنتقمنَّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ینصره فلم یفعل" (12).. وهو کذلک نوع من الرکون إلى الظالمین الذی جاء فیه الوعید الشدید "ولا ترکنوا إلى اللذین ظلموا فتمسکم النار" (13).

 

ولو سلمنا جدلا بأن فی الثوره فتنه؛ فإن فی بقاء النظم المستبده الجائره فتنه أشد وأفحش وأدوم کما سبق وبیناه.. ولا سیما وأن هذه النظم فاسده إلى النخاع وخائنه لشعوبها وأمتها وفاقده للشرعیه فی الأصل حیث إنها لم تأت بإراده حقیقیه من الشعوب.. وهنا تنطبق القاعده: "تدرأ المفسده الأشد بارتکاب المفسده الأقل".

 

وفی الحقیقه أن وصف الثوره بأنها فتنه، فیه تعام مستهجن عن الفتنه الکبرى المتحققه بالفعل ببقاء النظم المستبده الجائره، والمفاسد الکثیره المترتبه علیه.. ونسبه هذا الموقف من الثوره إلى الدین فیه جنایه کبرى على الدین، وتنفیر شدید منه، ومن رموزه.

 

البعد الاستراتیجی للثوره

 

نقطه الارتکاز الاستراتیجیه فی الثورات الشبابیه الراهنه هی الإصرار الملفت فی کل ثوره على إسقاط النظام الفاسد المستبد، واعتبار ذلک هو الهدف الاستراتیجی للثوره الذی لا محید عنه. وهناک ثبات مشهود على هذا الموقف فی کل ثوره من قبل شباب الثوره بالأخص، رغم کل محاولات الالتفاف على الثورات وإفسادها من قبل زبانیه هذه النظم وأقطابها ومرتزقیها والمتنفعین من بقائها وفسادها.

 

ومن الإنصاف أن نسجل هنا ما نلحظه من تفوق نوعی ــ ومبشر أیضا ــ لموقف شباب الثورات فی هذا الصدد تحدیدا على کثیر من مواقف رموز المعارضه بشکل خاص والنخب بشکل عام.. فنحن نلحظ بإعجاب واستبشار أن هؤلاء الشباب یُلحّون على هذا الهدف الاستراتیجی منذ اندلاع کل ثوره، ویرکزون علیه، ولا یقبلون المساومه علیه، ولا ینخدعون بأی محاوله لإشغالهم عن تحقیقه، ویرفضون أی حوار مع أی طرف قبل تحقیق هدفهم الاستراتیجی هذا.. ولا یؤثر فی موقف الشباب هذا أی من التغییرات الجزئیه والشکلیه التی تقوم بها النظم تحت شعار ظاهره الإصلاح التدریجی وباطنه محاوله الالتفاف على الثورات واحتوائها.

 

بل إن هؤلاء الشباب لا یقرون أساسا بشرعیه النظم المستبده الفاسده، ولا أی من أقطابها، ولا مؤسساتها، ولا یحتکمون إلى الدساتیر التی أسقطت الثورات شرعیتها.. فهم لا یستندون إلا إلى الشرعیه الثوریه.. وهذا یجعل مواقفهم متسقه.

 

أما مواقف کثیر من رموز المعارضه والنخب فلا تخلو من اضطراب، بل وتتعارض مع روح الثورات؛ ذلک أنهم ما زالوا یفکرون بالعقلیه التقلیدیه الهرمه فیما یبدو.. ویتخذون بعض المواقف المستنزفه للوقت والجهد بلا طائل، بل تعود سلبا على مسیرات الثورات.. وما الموقف من الحوار مع عمر سلیمان على سبیل المثال ــ والذی هو أحد أقطاب النظام المصری المستبد الفاسد، وهو الرجل المفضل للعدو الصهیونی کبدیل عن الرئیس المخلوع الموالی لهم ــ عنا ببعید.. وبمثل هذه المواقف المضطربه والمشوشه؛ لا یرقى هؤلاء الرموز ــــ وللأسف ــــ إلى مستوى البعد الاستراتیجی للثورات الراهنه، فضلا عن أن یمثلونها.

 

نصائح للحفاظ على مکتسبات الثوره

 

هذه المفارقه بین مواقف شباب الثورات المتسقه والواعیه ومواقف کثیر من الرموز المضطربه والمنذره بإرباک الثورات تجعلنا نوصی بما یلی:

 

۱.    ضروره أن تبقى حرکات الشباب الثوریه مستقله، وألا یقبلوا وصایه علیهم، أو تمثیلا لهم من خارجهم ممن لم یتمثل روح الثوره، أو ممن یریدون أن یرکبوا الموجه ویحققوا مآرب شخصیه خاصه، أو ممن "یُحبّون أن یحمدوا بما لم یفعلوا".

 

۲.    ضروره الترکیز على البعد الاستراتیجی فی الثورات، والإسراع فی تبنی استراتیجیات فعّاله لمرحله الحسم فیها وتحقیق الهدف الاستراتیجی للثورات، ألا وهو إسقاط النظم الفاسده بشکل کامل، وتفویت أی محاوله لاغتیال الثورات، أو الالتفاف علیها.

 

۳.    ضروره أن تبقى الثورات بقیاده الشباب إلى أن تنتهی مرحله الحسم ویتحقق الهدف الاستراتیجی.. فلکل مرحله رجالها.

 

۴.    ضروره التخلی عن منطق المعارضه المؤطره بأیدلوجیات وأجندات حزبیه، إذ لم یعد هذا المنطق ملائما للمرحله، ویتعارض مع ثقافه الثوره، ومنطق الثوره الذی یقوم على أساس بناء جدید بالکامل یسهم فیه کل الشعب فی جو من الحریه الکامله، ولاسیما وأن شرعیه المعارضه الأیدلوجیه ترتکز على وجود النظام الذی تعارضه، فحینما یسقط النظام بالثوره الشعبیه غیر المؤدلجه لا تبقى للمعارضه الأیدلوجیه أی شرعیه بعد ذلک لعدم بقاء النظام الذی تعارضه.

 

۵.    ضروره أن تصطف أحزاب المعارضه وراء شباب الثورات فی سبیل تحقیق الهدف الاستراتیجی لها المجمع علیه، وتخلع ثیابها وأجنداتها وأیدلوجیاتها الممیزه لها عن غیرها من أفراد الشعب، وتترک لشباب الثورات أمر القیاده فی هذه المرحله، إن کانت صادقه فی تغلیب مصلحه أوطانهم على کل شیء.

 

۶.    ضروره ترکیز وسائل الإعلام الحره على إبراز مواقف الشباب الذین یمثلون الثوره، تجنبا لإرباکها بسبب مواقف غیرهم الذین لا یتمثلون روح الثوره.

 

۷.    ضروره الحذر الشدید من اقتطاف ثمرات الثورات من قبل أصحاب أجندات لا تحقق مصالح الشعوب المتوافق علیها، کما اقتطفت ثمرات حرکات التحرر من الاستعمار عبر التاریخ.. والحکیم من یعتبر بالتاریخ.

 

۸.    ضروره إیجاد کیان فعّال مستقل یوحّد الثوار، وینسق جهودهم، ویحافظ على مکاسب ثورتهم، ویرسم الاستراتیجیات والخطط المناسبه لکل مرحله من مراحل الثوره.

 _________

* أکادیمی قطری / اسلام انلاین

 الهوامش:

(۱)  انظر المحکم فی العقیده، ص ۱۶۴.

(۲)  انظر المصدر السابق، ص ۱۷۵.

(۳)  رواه أبو داود وغیره.

(۴)  سوره القصص: ۵ ـ ۶.

(۵)  رواه مسلم من حدیث أبی سعید الخدری مرفوعا.

(۶)  رواه أبو داود والترمذی.

(۷)  رواه أبو داود.

(۸)  رواه مسلم.

(۹)  رواه الطبرانی.

(۱۰) رواه أحمد والترمذی وأبو داود والنسائی.

(۱۱) ذکره السیوطی فی جامعه عن ابن عباس رضی الله عنه.

(۱۲) حدیث قدسی، قال الهیتمی فی مجمع الزوائد: "رواه الطبرانی فی الکبیر والأوسط، وفیه من لم أعرفهم".

(۱۳) سوره هود: الآیه ۱۰۳.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

پاسخ دادن معادله امنیتی الزامی است . *

دکمه بازگشت به بالا